فصل: باب سرية بكر بن وائل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب السرايا والبعوث

  باب قتل كعب بن الأشرف

10330-عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر،فأتوه وهو في

مجلس قومه في العوالي فلما رآهم ذعر منهم قال‏:‏ ما جاء بكم‏؟‏ قالوا‏:‏ جئنا إليك لحاجة قال‏:‏ فليدن إلي بعضكم فليحدثني بحاجته فدنا منه بعضهم فقالوا‏:‏ جئناك لنبيعك أدرعاً لنا قال‏:‏ ووالله إن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم،أو قال‏:‏ بكم‏؟‏ فواعدوه أن يأتوه بعد هدأة من الليل قال‏:‏ فجاءوه فقام إليهم فقالت له امرأته‏:‏ ما جاءك هؤلاء في هذه الساعة لشيء مما تحب قال‏:‏ إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف وطعنه في خاصرته فقتلوه،فلما أصبحت اليهود غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يهجوه في أشعاره وما كان يؤذيه،ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتاباً قال‏:‏ فكان ذلك الكتاب مع علي‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10331-وعن ابن عباس قال‏:‏ مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال‏:‏ ‏"‏انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم‏"‏‏.‏ يعني‏:‏ النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف‏.‏

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه محمد بن مسلمة وأصحابه إلى كعب بن الأشراف ليقتلوه‏.‏ والباقي بنحوه‏.‏

رواه الطبراني وزاد‏:‏ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته‏.‏

وفيه ابن إسحاق وهو مدلس،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10332-وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال‏:‏ كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أبي وداعة بمكة،فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت فهجاه فلما بلغ قريشاً هجاء حسان أبا وداعة أخرجوا كعب بن الأشرف فلما قدم المدينة بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة وأبا

عبس بن جبر وأبا نائلة فقتلوا كعب بن الأشرف بسرح العجول في بني أمية بن زيد‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10333-وعن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان أخي بني حارثة مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف فلما ضرب ابن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف فحمله أصحابه‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن‏.‏

  باب قتل ابن أبي الحقيق

10334-عن عبد الله بن أنيس قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا قتادة وحليفاً لهم من الأنصار وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق لنقتله،فخرجنا فجئنا خيبر ليلاً فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ثم جمعنا المفاتيح فأرميناها فصعد القوم في النخل ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة ابن أبي الحقيق،فتكلم عبد الله بن عتيك فقال ابن أبي الحقيق‏:‏ ثكلتك أمك عبد الله أنى لك بهذه البلدة‏؟‏ قومي فافتحي فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه ‏[‏الساعة‏]‏ فقامت،فقلت لعبد الله بن عتيك‏:‏ دونك فأشهر عليهم السيف فذهبت امرأته لتصيح فأشهر عليها،وأذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن قتل النساء والصبيان فأكف فقال عبد الله بن أنيس‏:‏ فدخلت عليه في مشربة له فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت فوخزته وخزاً ثم

خرجت فقال صاحبي‏:‏ فعلت‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم،فدخل فوقف عليه ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة فوقع عبد الله بن عتيك في الدرجة فقال‏:‏ وارجلاه،كسرت رجلي فقلت له‏:‏ ليس برجلك بأس،ووضعت قوسي واحتملته وكان عبد الله قصيراً ضئيلاً فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة‏:‏ يا يتاه،فثور أهل خيبر ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة فقلت‏:‏ والله لأرجعن فلآخذن قوسي فقال أصحابي‏:‏ قد تثور أهل خيبر بقتله فقلت‏:‏ لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا وإذا ما لهم كلام إلا من قتل ابن أبي الحقيق‏؟‏ فجعلت لا أنظر في وجه إنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت مثل ما يقول‏:‏ من قتل ابن أبي الحقيق‏؟‏ حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسي فلحقت أصحابي فكنا نسير الليل ونكمن النهار فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطوراً ينظر لنا،حتى إذا اقتربنا من المدينة وكنت بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم إني ألحت لهم بثوبي فانحدروا فخرجوا جمزاً وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة فقال لي أصحابي‏:‏ هل رأيت شيئاً‏؟‏ فقلت‏:‏ لا،ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع‏.‏ فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفلحت الوجوه‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ أفلح وجهك يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏قتلتموه‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ نعم‏.‏ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف الذي قتل به فقال‏:‏ ‏"‏هذا طعامه في ضباب السيف‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف‏.‏

10335-وعن عبد الله بن أنيس أن الرهط الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبي الحقيق ليقتلوه‏:‏ عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وحليف لهم ورجل من الأنصار‏.‏ وأنهم قدموا خيبر ليلاً فعمدنا إلى أبوابهم نغلقها عليهم من خارج قالت امرأة ابن أبي الحقيق‏:‏ إن هذا لصوت عبد الله بن عتيك قال‏:‏ افتحي ففتحت فدخلت أنا وعبد الله بن عتيك فقال عبد الله‏:‏ دونك،فذهبت لأضربها بالسيف فأذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان فأكف عنها‏.‏

قال علي بن المديني‏:‏ هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري وليس بالجهني الذي روى عنه جابر بن عبد الله‏.‏

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف‏.‏

  باب سرية عبد الله بن جحش

10336-عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطاً وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فبعث عليهم‏:‏ عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتاباً وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال‏:‏ ‏"‏لا تكرهن أحداً من أصحابك على المسير معك‏"‏‏.‏ فلما قرأ الكتاب استرجع وقال‏:‏ سمع وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين‏:‏ قتلتم في الشهر الحرام‏.‏ فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏يسألونك عن الشهر الحرام‏}‏ الآية‏.‏ فقال بعضهم‏:‏ إن لم يكونوا أصابوا وزراً فليس لهم

أجر فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم‏}‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10337-وعن ابن عباس في قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير‏}‏ قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة‏.‏ قال وذكر الحديث بطوله‏.‏

رواه البزار وفيه أبو سعيد البقال وهو ضعيف‏.‏

  باب في يوم الرجيع

10338-عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال‏:‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا‏:‏ يا رسول الله إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام،فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً من أصحابه ستة‏:‏ مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب‏.‏ قال فذكر القصة‏.‏

قال‏:‏ وأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن أبي الأقلح فقالوا‏:‏ والله لا نقبل عهداً من مشرك ولا عقداً أبداً فقاتلوهم حتى قتلوهم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10339-وعن عروة بن الزبير قال‏:‏ كان من شأن خبيب بن عدي بن عبد الله الأنصاري من بني عمرو بن

عوف وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة الأنصاري من بني بياضة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم عيوناً بمكة ليخبروه خبر قريش،فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد اعترضت لهم بنو لحيان من هذيل فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل،وأما خبيب وزيد بن الدثنة فأصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهم العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطاً ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحارث وشركه في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمها بنت نهشل التميمية‏.‏ وعبيدة بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن أبي عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم وبنو الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي فدفعوه إلى عقبة بن الحارث فسجنه عنده في داره فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحارث بن عامر تفتح عنه وتطعمه فقال لها‏:‏ إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك‏.‏ فلما أردوا قتله أخبرته فقال‏:‏ ابغيني حديدة أستدف بها - يعني أحلق عانتي - فدخلت المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال‏:‏ هل أمكن الله منكم‏؟‏ فقالت‏:‏ ما هذا ظني بك ثم ناولها الموسى وقال‏:‏ إنما كنت مازحاً وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذي ولي قتله عقبة بن الحارث وكان أبو الحسين صغيراً وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحارث بن عامر وكان قبل يوم بدر كافراً وقال لهم خبيب عند قتله‏:‏ أطلقوني من الرباط حتى أصلي ركعتين‏.‏ فأطلقوه فركع ركعتين

خفيفتين ثم انصرف فقال‏:‏ لولا أن تظنوا أن بي جزع من الموت لطولتهما ولذلك خففتهما،وقال‏:‏ اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولاً إلى رسولك فبلغه عني السلام‏.‏ فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك‏.‏ وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة‏:‏ اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً‏.‏

وقتل خبيباً أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه‏:‏ أتحب أن محمداً مكانك فقال‏:‏ لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه‏.‏ فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه إلى الخشبة‏:‏

لقد جمعَ الأحـزابُ حولي وألبوا * قبـائلهم واسـتجمعوا كل مـجمع

وقد جمعـوا أبنـاءهم ونسـاءهم * وقربـت من جـذع طويـل ممـنع

إلى الله أشـكو غربـتي ثم كربتي * وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي

فذا العرش صبرني على ما يراد بي * فقدْ بضعوا لحميْ وقدْ ياسَ مطمعي

وذلـك في ذات الإله وإن يشـأ * يبـارك عـلى أوصـال شـلو ممزع

لعمري مـا أحفل إذا مت مسلماً * على أيِّ حـالٍ كـان لله مضجعي

وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف قتله نيطاس مولى بني جمح وقتلا بالتنعيم فدفن عمرو بن أمية خبيباً وقال حسان في شأن خبيب‏:‏

وليت خبيـباً لم يخنه ذمامه * وليت خبيباً كان بالقوم عالما

شراك زهير بن الأغر وجامع * وكاناْ قديماً يركبـان المحارما

أجرتم فلما أن أجرتمْ غدرتم * وكنتم بأكناف الرجيع لها زما

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10340-وعن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الرجيع‏:‏ مرثد بن أبي مرثد الغنوي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10341-وعن عروة قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب إلى حي من هذيل فقتل فيها من المسلمين ثم من بني هاشم‏:‏ مرثد بن أبي مرثد‏.‏

  باب في سرية إلى أبي سفيان بن الحارث

10342-عن عمرو بن مرة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وكان منابذاً للنبي صلى الله عليه وسلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث جيشين كيسين قد كادا يتفانيان في الجاهلية أدركهم الإسلام وهم على بقية منها‏؟‏ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال‏:‏ ‏"‏يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة‏"‏‏.‏ فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال‏:‏ ‏"‏سيروا على بركة الله‏"‏‏.‏ فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمهم الله وكثر القتل في أصحابه فلذلك يقول أبو سفيان بن الحارث‏.‏

من عاذلي أو ناصري * بالمشـرفية من جهينة

ألف يقودهم ابن مر * ة ‏[‏مرة‏]‏ ذو الكتائب الحينة

هموا ذهبوا بالسـلا * ح ‏[‏بالسلاح‏]‏ وأطمعوا فينا مزينة

قال أبو محمد‏:‏ عبد الله بن داود ياسر بن سويد وسنان بن يسار بن سويد أخوه ومسلم بن يسار هو ابن يسار بن سويد‏.‏

قلت‏:‏ هكذا وجدته في الأصل الذي كتبته منه ولا أدري ما معناه‏.‏

  باب في سرية إلى ابن الملوح

10343-عن جندب بن مكيث الجهني قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن أبحر الكلبي كلب ليث إلى بني الملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم فخرج فكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي فأخذناه فقال‏:‏ إنما جئت لأسلم،فقال غالب بن عبد الله‏:‏ إن كنت إنما جئت لتسلم فلم يضرك رباط يوم وليلة،وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك‏.‏ قال‏:‏ فأوثقه رباطاً ثم خلف عليه رجلاً اسود كان معنا قال‏:‏ امكث معه حتى نمر عليك فإن نازعك فاحتز رأسه‏.‏

قال‏:‏ ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلناه عشية بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك قبيل المغرب فخرج ‏[‏رجل منهم فنظر‏]‏ فرآني منبطحاً على التل،فقال لامرأته‏:‏ والله لأرى على هذا التل سواداً ما رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك قال‏:‏ فنظرت فقالت‏:‏ لا والله ما أفقد شيئاً قال‏:‏ فناوليني قوساً وسهمين من نبلي قال‏:‏ فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي قال‏:‏ فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته ولم أتحرك فقال لامرأته‏:‏ والله لقد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرك،فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا يمضغهما على الكلاب قال‏:‏ وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وغطوا وسكتوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا

منهم واستقنا النعم فوجهناها قافلين وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثاً وخرجنا سراعاً حتى نمر بالحارث بن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاء بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبينهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطراً ولا حالاً فجاء بما لا يقدر أحد منهم أن يقدم عليه فلقد رأيتنا وقوفاً ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم ونحن نجوزها سراعاً حتى أسندناها في المشلل ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا‏.‏

قلت‏:‏ عند أبي داود طرف من أوله‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني‏.‏

  باب قتل خالد بن سفيان الهذلي

10344-عن عبد الله بن أنيس قال‏:‏ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه،قال‏:‏ ‏"‏إذا رأيته وجدت له قشعريرة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فخرجت متوشحاً سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلاً وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومئ برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال‏:‏ من الرجل‏؟‏ قلت‏:‏ رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال‏:‏ أجل أنا في ذلك قال‏:‏ فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه،فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال‏:‏ ‏"‏أفلح الوجه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ قتلته يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏صدقت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصاً فقال‏:‏ ‏"‏أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجت بها على الناس فقالوا‏:‏ ما هذه العصا‏؟‏ قلت‏:‏ أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها قالوا‏:‏ أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك‏؟‏ فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعاً‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه راو لم يسم وهو ابن عبد الله بن أنيس،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10345-وعن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ قال عبد الله بن أنيس‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من لي من خالد بن نبيح‏؟‏‏"‏‏.‏ رجل من هذيل وهو يومئذ بعرنة قال عبد الله‏:‏ قلت‏:‏ أنا يا رسول الله،انعته لي قال‏:‏ ‏"‏لو رأيته هبته‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ والذي أكرمك ما هبت شيئاً قط،فخرجت حتى لقيته بحيال عرنة قبل أن تغيب الشمس فلقيته فرعبت منه فعرفت حين رعبت منه الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ من الرجل‏؟‏ قلت‏:‏ باغي

حاجة فهل من مبيت‏؟‏ قال‏:‏ نعم فالحق بي قال‏:‏ فخرجت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين ثم خرجت فأشفقت أن يراني ثم لحقته فضربته بالسيف ثم غشيت الجبل وكمنت حتى إذا ذهب الناس خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأخبرته الخبر‏.‏ قال محمد بن كعب‏:‏ فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مخصرة فقال‏:‏ تخصر بهذه حتى تلقاني بها يوم القيامة وأقل الناس يومئذ المتخصرون‏.‏

قال محمد بن كعب‏:‏ فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن عليها ودفنت معه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10346-وعن عبد الله بن أنيس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من لسفيان الهذلي‏؟‏ يهجوني ويشتمني ويؤذيني‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ أنا له يا رسول الله ابعثني له‏.‏ فبعثه له فلما أتاه ليلاً دخل داره فقال‏:‏ أين سفيان‏؟‏ فاطلع إليه مطلع من أهله فقال‏:‏ ما تريد‏؟‏ قال‏:‏ أريد سفيان فمروه فليطلع علي،فاطلع إليه سفيان فقال‏:‏ ما تريد‏؟‏ قال‏:‏ أريد أن تهبط إلي فان عندي درعاً أريد أن أريكها،قال‏:‏ فأين هي‏؟‏ قال‏:‏ هذه،فاهبط إلي بقبائك فاخرج معي أريكها فخرج معه فسل سيفه فضربه حتى برد ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فأخبره بأنه قد قتله،ومع النبي صلى الله عليه وسلم عصاً يتخصر بها فناوله إياها فقال‏:‏ ‏"‏تخصر بهذه فإن المتخصرين يوم القيامة قليل‏"‏‏.‏ فلم تزل معه حتى مات فدفنت معه‏.‏

رواه الطبراني وفيه الوازع بن نافع وهو متروك‏.‏

10347-وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار ألا رجل يكفيني سفيان الهذلي‏؟‏ فإنه قد هجاني‏"‏‏.‏ فقام عبد الله بن أنيس فقال‏:‏ يا رسول الله وأين هو‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بعرنة‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله صفه لي،قال‏:‏ ‏"‏إذا رأيته فرقت منه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله ما فرقت شيئاً منذ

أسلمت،فخرج عبد الله بن أنيس يسعى على رجليه حتى قتله ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة‏.‏

  باب في سرية إلى رعية السحيمي

10348-عن الشعبي عن رعية السحيمي قال‏:‏ كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر فأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له سارحة ولا رائحة ولا أهلاً ولا مالاً إلا أخذوه وانفلت عرياناً على فرس له ليس عليه سترة حتى ينتهي إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال وقد أسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت فلما رأته ألقت عليه ‏[‏ثوباً‏]‏ قالت‏:‏ ما لك‏؟‏ قال‏:‏ كل الشر قد نزل بأبيك ما ترك له سارحة ولا رائحة ولا أهل ولا مال ‏[‏إلا وقد أخذ‏]‏ قالت‏:‏ دعيت إلى الإسلام،قال‏:‏ أين بعلك‏؟‏ قالت‏:‏ في الإبل قال‏:‏ فأتاه قال‏:‏ ما لك‏؟‏ فقال‏:‏ كل الشر قد نزل به ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا أخذ وأنا أريد أن آتي محمداً أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي قال‏:‏ خذ راحلتي برحلها،قال‏:‏ لا حاجة لي فيها،قال‏:‏ فأخذ قعود الراعي وزوده إداوة من ماء فخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت استه وإذا غطى استه خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يقيل فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر قال‏:‏ يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال‏:‏ فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ويفعله فلما كانت الثالثة قال‏:‏ ‏"‏من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا رعية السحيمي قال‏:‏ فتناول النبي صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال‏:‏ ‏"‏يا معشر المسلمين هذا رعيه السحيمي الذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه‏"‏‏.‏ فأخذ يتضرع إليه،قلت‏:‏ يا رسول الله أهلي ومالي،قال‏:‏ ‏"‏أما مالك فقد قسم وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم‏"‏‏.‏ فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله هذا ابني فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا فإن قال نعم فادفعه إليه‏"‏‏.‏ فخرج إليه قال‏:‏ أبوك هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله ما رأيت أحداً استعبر لصاحبه قال‏:‏ ‏"‏ذاك جفاء الأعراب‏"‏‏.‏

رواه أحمد بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح وهو هذا والآخر مرسل عن أبي عمرو الشيباني ولم يقل عن رعية‏.‏ والطبراني‏.‏

10349-وعن أبي إسحاق عن رعية الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً فرقع به دلوه فمرت به سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقوا إبلاً له فأسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس،وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه من رواية ابن إسحاق عن رعية وقد رواه قبل هذا عن أبي إسحاق عن الشعبي وعن أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني والله أعلم‏.‏

  باب سرية بكر بن وائل

10350-عن عامر - يعني الشعبي - ‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما‏:‏ ‏"‏تطاوعا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لأن بكراً

أخواله فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملك علينا وان ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عصاه عمرو‏.‏

رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب في سرية إلى نجد

10351-عن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوج امرأة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في صداقها فقال‏:‏ ‏"‏كم أصدقت‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ مائتي درهم،قال‏:‏ ‏"‏لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم،ما عندي ما أعطيك‏"‏ فمكثت ثم دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني في سرية فبعثنا نحو نجد فقال‏:‏ ‏"‏اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئاً فأنفلكه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين قال‏:‏ فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين قال‏:‏ فأحطنا بالعسكر وقال‏:‏ إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا وقال حين بعثنا رجلين رجلين‏:‏ لا تفترقا ولا أسألن واحداً منكما عن خبر صاحبه فلا أجد عنده ولا تمعنوا في الطلب،قال‏:‏ فلما أردنا أن نحمل سمعت رجلاً من الحاضر صرخ يا خضرة قال‏:‏ فتفاءلت بانا سنصيب منهم خضرة قال‏:‏ فلما أعتمنا كبر أميرنا وكبرنا وحملنا قال‏:‏ فمر بي رجل في يده السيف واتبعته قال‏:‏ فقال لي صاحبي‏:‏ إن أميرنا قد عهد إلينا ألا تمعنوا في الطلب فارجع فلما أبيت إلا أتبعه قال‏:‏ والله لأرجعن إليه ولأخبرنه أنك أبيت قال‏:‏ فقلت‏:‏ والله لأتبعنه فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه فوقع فقال‏:‏ ادن يا مسلم

إلى الجنة فلما رآني لا أدنو إليه وضربته بسهم آخر فأثخنته رماني بالسيف فأخطأني فأخذت السيف فقتلته به واحتززت به رأسه وشددنا فأخذنا نعماً كثيرة وغنماً قال‏:‏ ثم انصرفنا قال‏:‏ فأصبحت فإذا بعيري مقطور عليه امرأة جميلة شابة قال‏:‏ فجعلت تلتفت خلفها فتكثر فقلت لها‏:‏ إلى أين تلتفتين‏؟‏ قالت‏:‏ إلى رجل والله إن كان حياً خالطكم قال‏:‏ قلت وظننت أنه صاحبي الذي قتلت‏:‏ قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه قال‏:‏ وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها فلما قلت لها ذلك قالت‏:‏ فدونك هذا الغمد فشمه فيه إن كنت صادقاً قال‏:‏ فأخذته فشمته فيه قطيفة فلما رأت ذلك بكت قال‏:‏ فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني من تلك النعم التي قدمنا بها‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب في سرية إلى بلاد طيء

10352-عن عدي بن حاتم قال‏:‏ جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال‏:‏ رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأنا بعقرب فأخذوا عمتي وناساً قال‏:‏ فلما أتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ فصفوا له قالت‏:‏ يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبيرة ما بي خدمة فمنّ علي منّ الله عليك قال‏:‏ ‏"‏ومن وافدك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ عدي بن حاتم قال‏:‏ ‏"‏الذي فر من لله عز وجل ومن رسوله‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فمنّ علي قال‏:‏ فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه علي قال‏:‏ سليه حملاناً فسألته فأمر لها ‏[‏قالت‏:‏ فأتتني‏]‏ فقالت‏:‏ لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها قالت‏:‏ ائته راغباً أو راهباً فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه،فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم

فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر فقال له‏:‏ ‏"‏يا عدي بن حاتم ما أفرك‏؟‏ أن تقول لا إله إلا الله‏؟‏ فهل من إله إلا الله‏؟‏ ما أفرك أن يقال‏:‏ الله أكبر فهل شيء هو أكبر من الله عز وجل‏؟‏‏"‏‏.‏ فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال‏:‏ ‏"‏إن المغضوب عليهم اليهود وان الضالين النصارى‏"‏‏.‏ ثم سألوه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏أما بعد أيها الناس فلكم أن ترضخوا من الفضل أرضخ امرؤ بصاع ببعض صاع بقبضة ببعض قبضة‏"‏‏.‏ قال شعبة‏:‏ وأكبر علمي أنه قال‏:‏ ‏"‏بتمرة بشق تمرة وأن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول‏:‏ ‏[‏ألم أجعلك سميعاً بصيراً‏]‏ ألم أجعل لك مالاً وولداً فماذا قدمت‏؟‏ فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئاً ‏[‏فما‏]‏ يتقي النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة لينة إني لا أخشى عليكم الفاقة لينصرنكم الله أو ليعطينكم الله أو ليفتحن لكم حتى تسير الظعنة بين الحيرة ويثرب أو أكثر ما تخاف السرق على ظعينتها‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح وغيره بعضه‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عماد بن حبيش وهو ثقة‏.‏

وقد تقدم لعدي حديث أبين من هذا في المن على الأسير في كتاب الجهاد‏.‏

 باب في سرية إلى جفينة

10323-عن جفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً فرقع به دلوه فقالت له ابنته‏:‏ عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل معه

وكثير هو له ثم جاء بعد مسلماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف‏.‏

 باب في سرية إلى ضاحية مضر

10354-عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صحراء فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة بفنائه غنم فجاءوه حتى وقفوا عليه فقالوا‏:‏ أجزرنا فأجرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرى فسخطوها فقال‏:‏ ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا‏:‏ غنمه في مظلته فقالوا‏:‏ نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاءوا فقالوا‏:‏ أخرج عنا غنمك نستظل فقال‏:‏ إنكم متى تخرجونها تهلك فتطرح أولادها وإني قد آمنت بالله ورسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم تلبث إلا ساعة من نهار حتى تناغرت فطرحت أولادها فانطلق سريعاً حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ثم قال‏:‏ ‏"‏اجلس حتى يرجع القوم‏"‏‏.‏ فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب كذب فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى الأعرابي ذلك قال‏:‏ أما

والله إن الله ليعلم أني صادق وإنهم لكاذبون ولعل الله يخبرك ذلك يا نبي الله فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق فدعاهم رجلاً رجلاً يناشد كل رجل منهم بنشده فلم ينشد رجلاً منهم إلا قال كما قال الأعرابي‏.‏ فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما يحملكم أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال‏:‏ رجل كذب على امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة الحرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى الترمذي طرفاً من آخره‏.‏

رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب في سراياه

10355-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال‏:‏ إني لست منهم عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها‏:‏ أسلمي حبيش قبل نفاد العيش‏.‏

أرأيت لـو تبعتـكم فلحقتكم * بحلبـة أو ألفيتـكم بالخوانق

أما كان حقاً أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق

قالت‏:‏ نعم فديتك فقدموه فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت،فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما كان فيكم رجل رحيم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن‏.‏

10356-وعن عصام المزني وكانت له صحبة قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشاً أو سرية يقول لهم‏:‏ ‏"‏إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً‏"‏‏.‏ فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلاً يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا‏:‏ أمسلم أنت‏؟‏ فقال‏:‏ وما الإسلام‏؟‏ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال‏:‏ إن لم أفعل فما أنتم صانعون‏؟‏ قلنا‏:‏ نقتلك‏.‏ قال‏:‏ هل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن‏؟‏ فقلنا‏:‏ نعم ونحن مدركوه،فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال‏:‏ أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش‏.‏ فقالت‏:‏ أسلم عشراً وتسعاً تترى ثم قال‏:‏

أتـذكرُ إذْ طلبتـكمْ فوجدتـكمْ * بحلبةٍ أو أدركتـكمْ بالخوانق

فلم يك حقـاً أن ينـولَ عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق

فلا ذنب لي إذ قلت إذ أهلنا معا * أتتني بودٍّ قبل إحدى الصفائق

أتتني بودٍّ قبل أن يشـحط النوى * وينـأى الأمير بالحبيب المفارق

ثم أتانا فقال‏:‏ شأنكم‏.‏ فقدمناه فضربنا عنقه ونزلت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود طرفاً من أوله‏.‏

رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن‏.‏

10357-وعن عروة‏:‏

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل العمرة من نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب بها ثابت بن أقرم‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10358-وعن جابر بن سمرة قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فهزمنا فاتبع سعد راكباً منهم فالتفت إليه فرأى ساقه خارجة من الغرز فرماه بسهم فرأيت الدم يسيل كأنه شراك فأناخ‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10359-وعن خباب قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصابنا العطش وليس معنا ماء فتنوخت ناقة لبعضنا وإذا بين رجليها مثل السقاء فشربنا من لبنها‏.‏

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وفيه ضعف وقد وثق‏.‏

10360-وعن ابن عباس قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب إلى اليمن واستعمل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على المهاجرين واستعمل خالد بن الوليد على الأعراب قال‏:‏ ‏"‏وإن كان قتال فعلي بن أبي طالب على الناس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو ضعيف‏.‏

 باب في يوم ذي قار

10361-عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده قال‏:‏ قدمت بكر بن وائل مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر‏:‏ ‏"‏ائتهم فاعرض عليهم‏"‏‏.‏ فأتاهم فقال‏:‏ من القوم‏؟‏ فقالوا‏:‏ بنو ذهل بن ثعلبة فقال‏:‏ لست إياكم أريد أنتم

الأذناب فقام إليه دغفل فقال‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ رجل من قريش،قال‏:‏ أمن بني هاشم‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فمن بني أمية‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فأنتم من الأذناب ثم عاد إليهم ثانية فقال‏:‏ من القوم‏؟‏ فقالوا‏:‏ بنو ذهل بن شيبان،قال‏:‏ فعرض عليهم الإسلام قالوا‏:‏ حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد‏:‏ أحسبه قال‏:‏ المثنى بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه قال‏:‏ إن بيننا وبين الفرس حرباً فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا ‏[‏فيما نقول‏]‏ فقال له أبو بكر‏:‏ أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا‏؟‏ قال‏:‏ لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا فيما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول،فلما التقوا يوم ذي قار هم والفرس قال شيخهم‏:‏ ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله‏؟‏ قالوا‏:‏ محمد قالوا‏:‏ هو شعاركم فنصروا على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بي نصروا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة‏.‏

10362-وعن بشير بن يزيد الضبعي - وكان قد أدرك الجاهلية - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار‏:‏ ‏"‏هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف‏.‏

 باب في قتال فارس والروم وعداوتهم

10363-عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه راو لم يسم‏.‏

10364-وعن جبير بن نفير قال‏:‏ قال ابن حوالة‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أبشروا فوالله لأنا لكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته،والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح لكم جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن حتى يعطى الرجل المائة فيسخطها‏"‏‏.‏ قال عبد الله بن حوالة‏:‏ ومتى نستطيع الشام مع الروم ذات القرون‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليفتحها لكم ويستخلفكم فيها حتى تظل العصابة منها البيض قمصهم المحلقة اقفاؤهم قياماً على الرويجل الأسيود منكم ما أمرهم بشيء فعلوه،وإن بها اليوم رجالاً لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل‏"‏‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير نصر بن علقمة وهو ثقة‏.‏

10365-وعن جبير بن نفير قال‏:‏ كان عبد الله بن وزاح قديماً له صحبة يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يوشك أن يؤمر عليهم الرويجل فيجتمع إليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا‏"‏‏.‏ فشاء ربك أن عبد الله بن وزاح ولي بعض المدن فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا فيقول‏:‏ صدق الله ورسوله‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10366-وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تمثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها‏"‏‏.‏ فقام رجل فقال‏:‏

يا رسول الله هب لي بنت بقيلة فقال‏:‏ ‏"‏هي لك‏"‏‏.‏ فأعطوه إياها فجاء أخوها فقال‏:‏ أتبيعها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فاحتكم ما شئت‏.‏ قال‏:‏ بألف درهم‏.‏ قال‏:‏ قد أخذتها بألف‏.‏ قالوا له‏:‏ لو قلت ثلاثين ألفاً‏.‏ قال‏:‏ وهل عدد أكثر من ألف‏؟‏‏!‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ وله طريق من حديث صاحب القصة في قتال أهل الردة‏.‏

10367-وعن المستورد قال‏:‏ بينا أنا عند عمرو بن العاص فقلت له‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏أشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة‏"‏‏.‏ فقال له عمرو‏:‏ ألم أزجرك عن مثل هذا‏؟‏‏!‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10368-وعن رجل من خثعم قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع إليه أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏إن الله قد أعطاني الليلة الكنزين‏:‏ كنز فارس والروم،وأمدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين ولا ملك إلا الله يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله‏"‏ قالها ثلاثاً‏.‏

رواه أحمد وفيه أبو همام الشعباني ولم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10369-وعن عياض الأشعري قال‏:‏ شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا الذي حدث سماكاً‏.‏ قال‏:‏ وقال عمر‏:‏ إذا كان عليكم قتال فعليكم أبو عبيدة قال‏:‏ فكتبنا إليه‏:‏ إنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا‏:‏ إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني وإني أدلكم على من هو أعز نصراً وأحضر جنداً ‏[‏الله عز وجل‏]‏ فاستنصروه فان محمداً صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني‏.‏ قال‏:‏ فقاتلناهم فقتلناهم وهزمناهم أربعة فراسخ‏.‏ قال‏:‏ وأصبنا أموالاً فتشاورنا فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة قال‏:‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ من يراهني‏؟‏ فقال شاب‏:‏ أنا إن لم تغضب‏؟‏ قال‏:‏ فسبقه فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عري‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10370-وعن الزهري قال‏:‏ إن أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أمراء على الشام فأمر خالد بن سعيد على جند‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا بكر‏.‏

10371-وعن خبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه

عكرمة فقال‏:‏ ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة‏:‏ ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعاً وما ذاقوه‏.‏

رواه الطبراني وخبيب لم يدرك اليرموك وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

10372-وعن مهاجر بن دينار أن أسماء بنت يزيد ابن السكن ابنة عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10373-وعن أبي وائل قال‏:‏ سمع عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلاً يقول‏:‏ أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة‏؟‏ فقال عبد الله‏:‏ أولئك ذهبوا أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤوسهم فلقوا العدو فقتلوا إلا مخبراً عنهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن عاصم وهو كثير الخطأ،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن قتل بالشام

10374-عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين بأجنادين‏:‏ من قريش ثم من بني عبد شمس بن مناف‏:‏ أبان بن سعيد بن العاص‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم بن هصيص‏:‏ تميم بن الحارث بن قيس وجندب بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس‏.‏ ومن قريش ثم من بني أمية‏:‏ عمرو بن سعيد بن العاص‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ حجاج بن الحارث بن قيس‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ الحارث بن الحارث بن قيس‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ سعيد بن الحارث بن قيس‏.‏

ومن بني عدي بن كعب‏:‏ نعيم بن عبد الله‏.‏

رواه كله الطبراني وفي إسناد عروة‏:‏ ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10375-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم أجنادين‏:‏ من قريش ثم من بني سهم‏:‏ تميم بن الحارث بن قيس وجندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس‏.‏ من قريش ثم من بني سهم‏:‏ حجاج بن الحارث‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ الحارث بن أبي قارب‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ سعيد بن الحارث بن قيس‏.‏

رواه كله بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10376-وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم أجنادين‏:‏ من قريش ثم من بني سهم‏:‏ حجاج بن الحارث‏.‏ ومن قريش ثم من بني سهم‏:‏ الحارث بن الحارث‏.‏

رواهما الطبراني بإسناد واحد ورجالهما ثقات‏.‏

قال الطبراني‏:‏ الحارث بن هشام المخزومي استشهد يوم اليرموك‏.‏

 باب في وقعة القادسية ونهاوند وغير ذلك

10377-عن معاوية بن قرة ‏[‏عن أبيه قرة‏]‏ قال‏:‏ لما كان يوم القادسية بعث المغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال‏:‏ ابعثوا معي عشرة فشد عليه ثيابه وأخذ عليه جحفة ثم انطلق حتى أتوه فقال للقوم‏:‏ ألقوا إلي برنساً فجلس عليه فقال العلج‏:‏ إنكم معاشر العرب قد عرفت الذي

حملكم على الجيئة إلينا أنتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه فخذوا نعطيكم من الطعام حاجتكم فإنا قوم مجوس وإنا نكره قتلكم وإنكم تنجسون علينا أرضنا فقال المغيرة‏:‏ والله ما ذاك جاء بنا ولكنا كنا قوماً نعبد الحجارة والأوثان فإذا رأينا حجراً أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره ولا نعرف رباً حتى بعث الله إلينا رسولاً من أنفسنا فدعانا إلى الإسلام فاتبعناه ولم نجئ لطعام وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام ولم نجئ لطعام ولكنا جئنا نقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم فأما ما ذكرت من الطعام فإنا كنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد رياً من الماء أحيانا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا طعاماً كثيراً فلا والله لا نبرحها حتى تكون لنا أولكم قال العلج بالفارسية‏:‏ صدق وأنت تفقأ عينك غداً بالفارسية ففقئت عينه من الغد أصابته نشابة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10378-وعن أبي الصلت قال‏:‏ كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن مع النعمان ابن مقرن المزني قال‏:‏ فإذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا‏.‏ فلما لقينا العدو قال النعمان‏:‏ أمهلوا القوم وذلك يوم الجمعة حتى يصعد أمير المؤمنين فيستنصر،فقاتلهم فانفض النعمان فقال‏:‏ سجوني ثوباً واقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم‏.‏ قال‏:‏ فأقبلنا عليهم ففتح الله تعالى علينا وأتى عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان ورجال لا نعرفهم‏.‏ قال‏:‏ ولكن الله يعرفهم‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

10379-وعن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين

أصبهان الرأس وفارس وأذربيجان الجناحان فإن قطعت أحد الجناحين ثار الرأس بالجناح الآخر وإن قطعت الرأس وقع الجناحان فابدأ بالرأس‏.‏ فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن المزني فانتظره حتى قضى صلاته فقال‏:‏ إني مستعملك‏.‏ فقال‏:‏ أما جابياً فلا وأما غازياً فنعم‏.‏ قال‏:‏ فإنك غاز،فسرحهم وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه ويلحقوا به فيهم حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة والزبير بن العوام والأشعث وعمرو بن معدي كرب وعبد الله بن عمرو فأتاهم النعمان وبينه وبينهم نهر فبعث إليهم المغيرة بن شعبة رسولاً وملكهم ذو الجناحين فاستشار أصحابه فقال‏:‏ ما ترون أجلس له في هيئة الحرب أو في هيئة الملك وبهجته‏؟‏ فقالوا‏:‏ اقعد له في هيئة الملك وبهجته،فجلس له على هيئة الملك وبهجته على سرير ووضع التاج على رأسه وحوله سماطان عليهم ثياب الديباج والقرطة والأسورة فأخذ المغيرة بن شعبة يضع بصره وبيده الرمح والترس والناس حوله على سماطين على بساط له فجعل يطعنه برمحه يخرقه لكي يتطيرون فقال له ذو الجناحين‏:‏ إنكم معشر العرب أصابكم جوع شديد فإذا شئتم مرناكم ورجعتم إلى بلادكم‏؟‏ فتكلم المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ إنا كنا معشر العرب نأكل الجيف والميتة وكان الناس يطؤونا ولا نطؤهم فابتعث الله إلينا رسولاً في شرف منا أوسطنا حسباً وأصدقنا حديثاً وإنه وعدنا أنا ههنا سيفتح علينا فقد وجدنا جميع ما وعدنا حقاً وإني أرى هنا بزة وهيئة ما أرى أن من بعدي بذاهبين حتى يأخذوه‏.‏

قال المغيرة‏:‏ فقالت لي نفسي‏:‏ لو جمعت جراميزك فوثبت وثبة فجلست معه على السرير فزجروه ووطئوه فقلت‏:‏ أرأيتم إن كنت أنا استحمقت فإن

هذا لا يفعل بالرسل ولا نفعل هذا برسلكم إذا أتونا فقال‏:‏ إن شئتم قطعنا إليكم وإن شئتم قطعتم إلينا‏؟‏ فقلت‏:‏ بل نقطع إليكم فقطعنا إليهم فصاففناهم فسلسلوا كل سبعة في سلسلة وكل خمسة في سلسلة لئلا يفروا قال‏:‏ فرامونا حتى أسرعوا فينا فقال المغيرة للنعمان‏:‏ إن القوم أسرعوا فينا فاحمل قال‏:‏ إنك ذو مناقب وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم نقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر فقال النعمان‏:‏ يا أيها الناس اهتزوا فأما الهزة الأولى فليقض الرجل حاجته وأما الثانية فلينظر الرجل في سلاحه وشسعه وأما الثالثة فإني حامل فاحملوا وإن قتل أحد فلا يلوي أحد على أحد وإن قتلت فلا تلووا علي وإني داعي الله بدعوتي فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها فقال‏:‏ اللهم ارزق النعمان اليوم شهادة بنصر المسلمين وافتح عليهم فأمن القوم وهز لواءه ثلاث مرات ثم حمل وكان أول صريع فمررت به فذكرت عزمته فلم ألو عليه وأعلمت مكانه فكان إذا قتلنا رجلاً منهم شغل عنا أصحابه يجرونه ووقع ذو الجناحين من بغلة شهباء فانشق بطنه ففتح الله على المسلمين‏.‏

فأتيت مكان النعمان وبه رمق فأتيته فقلت‏:‏ فتح الله عليهم فقال‏:‏ الحمد لله اكتبوا بذلك إلى عمر،وفاضت نفسه فاجتمعوا إلى الأشعث بن قيس قال‏:‏ فأتينا أم ولده فقلنا‏:‏ هل عهد إليك عهداً‏؟‏ قالت‏:‏ لا،إلا سفطاً فيه كتاب فقرأته فإذا فيه‏:‏ إن قتل فلان ففلان وإن قتل فلان ففلان وإن قتل فلان ففلان‏.‏

قال حماد‏:‏ فحدثنا علي بن زيد قال‏:‏ حدثنا أبو عثمان النهدي أنه أتى عمر فسأله عن النعمان قال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون قال‏:‏ ما فعل فلان‏؟‏ قلت‏:‏ قتل فلك قلب يا أمير المؤمنين وآخرين لا نعرفهم قال‏:‏ قلت‏:‏ وأنا لا أعلمهم ولكن الله عز وجل يعلمهم‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله من أوله إلى قوله فحدثنا علي ين زيد رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني وهو ثقة‏.‏

 باب فيمن قتل يوم الجسر

10380- عن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الجسر ‏[‏سنة خمس عشرة‏]‏ من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل‏:‏ أوس بن أوس‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ أسعد بن حارثة بن لوذان‏.‏ ومن الأنصار‏:‏ ثابت بن عتيك وثعلبة بن عمرو بن محصن‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني معاوية‏:‏ الحارث بن عدي بن مالك،والحارث بن مسعود بن عبد بن مظاهر‏.‏

رواهما الطبراني بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10381-وعن عروة فيمن قتل يوم جسر المدائن من الأنصار ثم من بني زعوراء‏:‏ أوس بن عتيك بن عامر‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن مبذول‏:‏ ثعلبة بن عمرو بن محصن وثابت بن عتيك‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني النجار‏:‏ زيد بن سراقة بن كعب‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل ثم من بني زعوراء‏:‏ سعد بن سلامة‏.‏

رواها الطبراني بإسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10382-وعن محمد ابن إسحاق فيمن قتل يوم الجسر‏:‏ من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل ثم من بني زعوراء‏:‏ أوس بن عتيك بن عامر‏.‏

ومن الأنصار‏:‏ ثابت بن عتيك‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني معاوية‏:‏ الحارث بن مسعود بن عبد بن مظاهر‏.‏

رواها الطبراني بإسناد واحد ورجاله ثقات‏.‏

 باب وقعة الإسكندرية

10383-عن عمرو بن العاصي قال‏:‏ خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية فقال صاحبها‏:‏ أخرجوا إلي رجلاً منكم أكلمه ويكلمني فقلت‏:‏ لا يخرج إليه غيري،فخرجت ومعي ترجمان ومعه ترجمان حتى وضع له منبران فقال‏:‏ من أنتم‏؟‏ فقلنا‏:‏ نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضاً وأشده عيشاً نأكل الميتة ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس،حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفاً ولا أكثرنا مالاً فقال‏:‏ ‏"‏أنا رسول الله‏"‏‏.‏ يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا‏:‏ نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش‏.‏ فضحك ثم قال‏:‏ إن رسولكم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاءكم به رسولكم فكنا عليه حتى ظهر فينا ملوك فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فان أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر الأنبياء

وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم خلي بيننا وبينكم فلم تكونوا أكثر منا عدداً ولا أشد منا قوة‏.‏ قال عمرو بن العاصي‏:‏ فما كلمت رجلاً أذكى منه‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فتح القسطنطينية ورومية

10384-عن بشير الخثعمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فدعاني مسلمة بن عبد الملك فحدثته فغزا القسطنطينية‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10385-وعن أبي قبيل قال‏:‏ كنا عند عبد الله بن عمرو فسئل‏:‏ أي المدينتين تفتح أولاً‏:‏ القسطنطينية أو رومية‏؟‏ قال‏:‏ فدعا عبد الله بصندوق له حلق فأخرج منه كتاباً فقال عبد الله‏:‏ بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مدينة هرقل تفتح أولاً‏"‏‏.‏ يعني القسطنطينية‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل وهو ثقة‏.‏

10386-وعن أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو بالفسطاط في خلافة معاوية قال‏:‏ وكان معاوية أغزى الناس للقسطنطينية فقال‏:‏ والله لا يعجز

هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه طرفاً‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10387-وعن عمرو بن عوف قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا تقوم الساعة حتى تكون رابطة من المسلمين ببولان‏.‏ يا علي‏"‏‏.‏ - قال المزني‏:‏ يعني علي بن أبي طالب - قال‏:‏ لبيك يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم يخرج إليهم روقة المسلمين أهل الحجاز الذين ‏[‏يجاهدون في سبيل الله‏]‏ لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فيهدوا حصنهما ويصيبوا مالاً عظيماً لم يصيبوا مثله قط حتى يقتسموا بالترسة ثم يصرخ صارخ‏:‏ يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم فينقبض الناس عن المال فمنهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم ثم يقولون‏:‏ من هذا الصارخ‏؟‏ ولا يعلمون من هو فيقولون‏:‏ ابعثوا طليعة إلى لد فإن يكن المسيح قد خرج فسيأتيكم بعلمه،فيأتون فيبصرون ولا يرون شيئاً ويرون الناس ساكتين فيقولون‏:‏ ما صرخ الصارخ إلا إلينا فاعتزموا ثم ارشدوا فنخرج بأجمعنا إلى لد فان يكن بها المسيح الدجال نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين وإن يكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم عساكركم رجعتم إليها‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار‏.‏

رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه‏.‏

 بابان في حروب الردة

  باب قتال أهل الردة

10388-عن عامر - يعني الشعبي - قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من الناس قال قوم‏:‏ نصلي ولا نؤتي الزكاة‏.‏ فقال الناس لأبي بكر‏:‏ اقبل منهم‏.‏ قال‏:‏ لو منعوني عناقاً لقاتلتهم،فبعث خالد بن الوليد وقدم عدي بن حاتم بأنف من طيء حتى أتى اليمامة‏.‏ قال‏:‏ فكان بنو عامر قد قتلوا عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرقوهم بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد أن قاتل بني عامر وأحرقهم بالنار ففعل حتى صاحت النساء ثم مضى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا‏:‏ الله أكبر الله أكبر نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله فإذا سمع ذلك كف عنهم فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم قال‏:‏ إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم فأغار حتى انتهى إلى سورا فقتل وسبى ثم أغار على عين التمر فقتل وسبى ثم مضى إلى الشام‏.‏ قال عامر‏:‏ فأخرج إلى ابن بقيلة كتاب خالد‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس السلام على من اتبع الهدى فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي فصل حزمكم وفرق جماعتكم ووهن بأسكم

وسلب ملككم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا إلي الجزية وابعثوا إلي بالرهن وإلا فوالله الذي لا إله إلا هو لألقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة سلام على من اتبع الهدى‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

10389-وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث ‏[‏أبا بكر الصديق رضي الله عنه‏]‏ العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكان العلاء هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوي العبدي فأسلم المنذر فأقام العلاء بها أميراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه‏.‏ واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا‏:‏ نرد الملك في آل المنذر،فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى‏:‏ الغرور وكان يقول بعد ‏[‏ذلك‏]‏ حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف‏:‏ لست بالغرور ولكني المغرور‏.‏ فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين سار إليهم العلاء بن الحضرمي وأمده بثمامة بن أثال ‏[‏الحنفي وكان قد أسلم وأسلم قومه فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال‏]‏ سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثاً - حصن بالبحرين - حتى إذا كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم‏:‏

ألا بـلغ أبـا بكـر رسـولا * وفتيـان الـمدينة أجـمعينا

فهل لك في شباب منك أمسوا * جمـيعا في جواثـاً محصرينا

توكـلنا عـلىْ الرحـمنِ إنا * وحدنـا النـصر للمتوكلـينا

فقال عبد الله بن حدق‏:‏ دعوني أهبط من الحصن وأنا آتيكم بالخبر،وكان مع عبد الله بن حدق امرأة من بني عجل ونزل من الحصن وأخذوه وقالوا‏:‏ ممن أنت‏؟‏ فانتسب وجعل ينادي‏:‏ يا أبجراه وكان في القوم فجاء أبجر وعرفه وقال‏:‏ ما شأنك‏؟‏ فقال‏:‏ إني قد هلكت من الجوع‏.‏ فحمله وسقاه وقال‏:‏ احملني وخل سبيلي فانطلق وحمله على بغل وقال‏:‏ انطلق لشأنك‏.‏ فلما خرج من عندهم عبد الله بن حدق رجع إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى لا غناء عندهم فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلاً شديداً وانهزموا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق‏.‏

10390-وعن عروة قال‏:‏ وبعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي في جيش من البحرين قِبل أهل البحرين وكانوا قد منعوا الجزية التي سلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ افتتحها العلاء بن الحضرمي وصالحهم على الجزية ‏[‏وبعث أبو بكر إليهم حين منعوا حق الله في أموالهم‏]‏ فسار إليهم وبينه وبينهم البحر حتى مشوا ‏[‏فيه بأرجلهم فقطعوا كذلك بمكان كانت تجري فيه السفن قبل ذلك وهي تجري فيه اليوم وقاتلهم وأظهره الله عليهم فسلموا فامتنعوا من‏]‏ حق الله تعالى من أموالهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10391-وعن محمد بن سلام - يعني الجمحي - قال‏:‏ قال أبو عبيدة‏:‏ ضرار بن الأزور تولى قتل مالك بن نويرة وفي ذلك يقول متمم بن نويرة ويعرض بخالد بن الوليد‏:‏

نعم القتيل إذا الريـاح تناوحت * حيث العضاة قتيلك ابن الأزور

ولنعم حشـوُ الدرع حين لقيته * ولنعم مأوى الطـارق المـتنور

سمحٌ بأطرافِ القداحِ إذا انتشى * حلو حلال الـمال غير غدور

لا يلبـس الفحشـاء تحت ثيابه * صعبٌ مقـادتهُ عفيفُ المئزر

أدعـوتـه بـالله ثـم قتـلـته * لو هو دعـاك بذمة لم يغدر

نعم الفوارس يوم حلمت غادرت * فرسانَ فهرٍ في الغبار الأكدر

ويروى في الكدور‏:‏ الأكدر‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10392-وعن طارق ابن شهاب قال‏:‏ جاء أهل الردة من أسد وغطفان إلى أبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه الصلح فقال‏:‏ على أن ننزع منكم الحلقة والكراع وتتركون تبيعون أذناب البقر حتى يرى الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين رأياً يعذرونكم به وتشهدون أن قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة وتدرون قتلانا ولا ندري قتلاكم فقال عمر‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القول كما قلت غير أن قتلانا قتلوا في ذمة الله لا دية لهم‏.‏

قلت‏:‏ رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10393-وعن خريم بن أوس قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه الشيماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ يا رسول الله فإن نحن دخلنا الحيرة ووجدناها على هذه الصفة فهي لي،قال‏:‏ ‏"‏هي لك‏"‏‏.‏

ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيء فكنا نقاتل قيساً على الإسلام ومنهم عيينة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال‏:‏

جزى الله عنا طيئـاً في ديـارها * بـمعترك الأبطـال خير جزاء

هم أهلُ راياتِ السماحة والندى * إذا ما الصبا ألوتْ بكل خباء

هم ضربوا قيساً على الدين بعدما * أجـابوا منـادي ظلمة وعماء

ثم سار خالد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة فرأينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز‏.‏

قال أبو السكن‏:‏ وبه يضرب المثل،تقول العرب‏:‏ أكفر من هرمز‏.‏

فبرز له خالد بن الوليد ودعا إلى البراز،فبرز له هرمز فقتله خالد بن الوليد وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فنفله سلبه،فبلغت قلنسوته مائة ألف ثم سرنا على طريق الطرف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها الشيماء بنت بقيلة على بغلة شهباء بخمار أسود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلقت بها وقلت‏:‏ هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها البينة فأتيته به فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي‏:‏ بعنيها‏؟‏ فقلت‏:‏ لا أنقصها والله من عشر مائة شيئاً‏.‏ فدفع إلي ألف درهم،فقيل لي‏:‏ لو قلت مائة ألف لدفعها إليك‏.‏ فقلت‏:‏ ما أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة‏.‏

وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏ وقد تقدم معنى هذا الحديث من حديث عدي بن حاتم في باب قتال فارس والروم ورجاله رجال الصحيح وإنما ذكرت هذا لقتال أهل الردة‏.‏

10394-وعن محمد بن سيرين قال‏:‏ لقي البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلاً يقال له‏:‏ حمار اليمامة والرجل طوال في يده سيف أبيض‏.‏ قال‏:‏ وكان البراء قصيراً فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنما أخطأه فوقع على قفاه قال‏:‏ فأخذت سيفه فأغمدت سيفي فما ضربت به إلا ضربة واحدة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن سيرين لم يدرك البراء بن مالك‏.‏

ويأتي حديث الرجال بن عنقوة في إخباره بالمغيبات من حديث رافع بن خديج إن شاء الله تعالى‏.‏

  باب فيمن استشهد يوم اليمامة

10395-عن عروة فيمن استشهد يوم اليمامة‏:‏ من الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ أسيد بن يربوع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ بشير بن عبد الله‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني مالك بن تيم الله‏:‏ ثابت بن خالد بن النعمان بن خالد بن خنساء‏.‏ ومن قريش‏:‏ جبير بن مالك وهو ابن بحينة وهو من بني نوفل بن عبد مناف‏.‏

ومن الأنصار ثم من بني جحجبى‏:‏ جزء بن مالك بن حدير‏.‏ ومن قريش ثم من بني مخزوم‏:‏ حكيم بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ‏.‏ ومن قريش ثم من بني عامر بن لؤي‏:‏ ربيعة بن خرشة‏.‏ ومن الأنصار‏:‏ رباح مولى جحجبى‏.‏ ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب‏:‏ زيد بن الخطاب وزيد بن رقيش حليف بني أمية‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ سعد بن حارثة بن لوذان بن عبدود‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ سعد بن حبان حليف لهم‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني جحجبى‏:‏ سعيد بن ربيع بن عدي بن مالك‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني الأشهل‏:‏ سهل بن عدي من بني تميم حليف لهم وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ سماك بن خرشة وهو أبو دجانة‏.‏

رواه كله الطبراني بإسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10396-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم اليمامة‏:‏ من المسلمين الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ أسيد بن يربوع‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل‏:‏ أسعد بن سلامة‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني النجار‏:‏ ثابت بن خالد بن النعمان‏.‏

ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف‏:‏ جزء بن مالك ورباح مولى جحجبى‏.‏ ومن قريش ثم من بني عامر بن لؤي‏:‏ ربيعة بن خرشة‏.‏ ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب‏:‏ زيد بن الخطاب‏.‏ ومن قريش ثم من بني زهرة‏:‏ زيد بن أسيد بن حارثة‏.‏ ومن الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ سعد بن حمار،حليف لهم‏.‏ ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف‏:‏ سعيد بن ربيع بن عدي بن مالك‏.‏

رواه كله الطبراني بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10397-وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم اليمامة‏:‏ من الأنصار ثم من بني ساعدة‏:‏ سماك بن خرشة وهو أبو دجانة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10398-وعن شباب قال‏:‏ استشهد عمارة بن حزم يوم اليمامة سنة إحدى عشرة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏